کد مطلب:239587 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:136

لا مجال بعد للمأمون لتنفیذ مخططاته
و لعل من الواضح : أن شروطه تلك قد مكنته من أن یقطع الطریق علی المأمون ، و لا یمكنه من استغلال الظروف لتنفیذ بقیة حلقات مؤامرته ؛ اذ لم یعد بامكانه أن یصر علی الامام أن یقوم بأعمال تنافی و تضر بقضیته هو ، و قضیة العلویین ، و من ثم تؤثر علی الامة بأسرها .. و عدا عن ذلك فان هذه الشروط، قد حفظت له (ع) حیاته فی حمام سرخس ، حیث كان المأمون قد حاك مؤامرته للتخلص من وزیره و ولی عهده مرة واحدة ، كما سیأتی بیانه .. مما یعنی أن سلبیته (ع) مع النظام كانت أمرا لابد منه ؛ اذا أراد أن لا یعرض نفسه الی مشاكل ، و أخطار هو فی غنی عنها .. و الذی أمن له هذه السلبیة لیس الا شروطه تلك ، التی جعلت من لعبة ولایة العهد لعبة باهتة مملة لا حیاة فیها ، و لا رجاء ..



[ صفحه 351]



و لعل الأهم من كل ذلك .. أنها ضیعت علی المأمون الكثیر من أهدافه من البیعة ، التی صرح الامام (ع) أنه كان عارفا بها ، و لم یكن خیار فی تحملها ، و الصبر علیها ، الی أن یقتضی الله أمرا كان مفعولا ..

وعدا عن ذلك كله أن تعاونه مع النظام انما یعنی أن یحاول تصحیح السلوك ، و تلافی الأخطاء ، التی كان یقع فیها الحكم ، و الهیئة الحاكمة .. و ذلك معناه أن ینقلب جهاز الحكم كله ضد الامام ، و یجد المأمون - من ثم - العذر ، و الفرصة لتصفیته (ع) من أهون سبیل ؛ فشروطه تلك أبعدت عنه الخطر - الی حد ما - الذی كان یتهدده من قبل المأمون ؛ و أشیاعه ، و جعلته - كما قلنا - فی منأی و مأمن من كل مؤامراتهم و مخططاتهم ..